تفزع أي أم لا شكّ إذا أخبرها الطبيب أن فلذة كبدها مصاب بورمٍ في المخ، ويتردد في ذهنها ألف احتمال واحتمال حول مصير صغيرها؛ لذلك نستفيض في هذا المقال حول اورام المخ عند الاطفال.. ماهي؟ وما أعراضها؟ وكيف يمكن اكتشافها؟
اورام المخ عند الاطفال
تعني كلمة “ورم” النمو غير الطبيعي للخلايا، وهذا ما يحدث في خلايا المخ للطفل المصاب بالورم، أو في الأنسجة المحيطة به، ويختلف نوع الورم بين الحميد والخبيث؛ لذلك تعتمد فرصة التعافي من هذا المرض على نوع الورم ومدى انتشاره، بالإضافة إلى عمر الطفل وما إذا كان يعاني أي مشاكل صحية أخرى.
تختلف طريقة علاج ورم المخ لدى الأطفال عنه في البالغين؛ لذلك من الضروري الاستعانة بـ افضل دكتور مخ واعصاب في مصر.. الدكتور محمد سمير المُلا، لما له من خبرة واسعة في هذا المجال.
اعراض اورام المخ عند الاطفال
لا نختلف على أن الجمجمة تحيط المخ فقط، ولا شيء آخر يشغل الحيز الأكبر فيها سواه، لذلك فإن تطور الورم يسبب ضغطًا أكثر داخل الجمجمة ويسد المسار الذي يتدفق عبره السائل النخاعي.
وتشمل أكثر الأعراض شيوعًا ما يلي:
- نوبات صداع شديدة ومتكررة.
- شعور بالضغط داخل الرأس.
- الشعور بالغثيان، والقيء المفاجئ.
- مشاكل بصرية مفاجئة، مثل: ازدواج الرؤية.
- التغيرات المزاجية الحادة.
وكل ما سبق أعراض عامة بعض الشيء، لأنها تشترك بين هذا الورم ومشاكل صحية أخرى، لذلك لا يكون تشخيص المرض سهلًا بالاعتماد على هذه الأعراض فقط.
ونتيجة لضغط أنسجة الورم على خلايا المخ فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى حسب مكان الورم وحجمه، ومنها:
- إذا كان الورم في المخيخ (يقع في مؤخرة الرأس): قد نلاحظ على الطفل صعوبة في المشي واضطراب التوازن في أثناء الحركة.
- تضخم الرأس عند الأطفال الرضع نتيجة لعدم التحام عظام الجمجمة بالكامل.
- اضطرابات الرؤية بأنواعها.
- اضطراب حركة العين.
- التلعثم والكلام غير المفهوم.
- صعوبة الرضاعة في حالة كان المصاب رضيعًا، وفقدان الشهية عند الأكبر سنًا.
- صعوبة المشي.
- مشاكل في السمع.
- التشنجات.
أسباب الورم
يظل سبب الإصابة بـ أورام المخ عند الأطفال مجهولًا حتى الآن، لكن الأورام من النوع الأوليّ تنشأ عادةً نتيجة لحدوث طفرات جينية داخل خلايا المخ، مما يسبب انقسامها ونموها بمعدلات تفوق المستوى الطبيعي، وتستمر حياة هذه الخلايا في حين تموت الخلايا الطبيعية السليمة، ومن ثم تظهر كتلة الورم مسببةً ضغطًا داخليًا بالجمجمة.
وقد يُعزى سبب الإصابة بورم المخ في الأطفال إلى العامل الوراثي وتاريخ العائلة المرضي وإن كان هذا الاحتمال نادرًا.
تشخيص اعراض اورام المخ عند الاطفال
يبقى التساؤل عن كيفية اكتشاف أورام المخ عند الأطفال هو الأهم في رحلة الطفل مع هذا المرض، وإجابةً على هذا التساؤل فإن الطبيب قد يطلب عمل بعض الفحوصات، مثل:
- الفحوصات العصبية للاطمئنان على حاستي السمع والبصر، بالإضافة إلى الحركة والاتزان وقوة عضلات الذراعين والرجلين، ويساعد هذا النوع من الفحوصات في الاستدلال على تأثر منطقة بعينها في المخ بالورم.
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT) اللذان يساعدان في معرفة مكان الورم وتحديد حجمه.
- أخذ عينة من أنسجة الورم؛ وذلك لفحص خلاياها تحت الميكروسكوب بهدف معرفة نوع الورم ودرجة عدوانية خلاياه.
طرق علاج اورام المخ عند الأطفال
الحل الجراحي
قد يفضل الطبيب استئصال أورام المخ عند الأطفال في حال كان الورم يقع في منطقة يسهل الوصول إليها في الدماغ، حيث يتمكن من إزالة أكبر جزء من الورم بأقل قدر من المضاعفات.
هناك تساؤل يطرح نفسه الآن.. هل يمكن استئصال أورام المخ عند الأطفال بالكامل؟
ونجيب بنعم؛ فإذا كان الورم صغير الحجم ولا تتضرر الأنسجة المحيطة باستئصاله كاملًا فلا شك أن الطبيب سيزيل الورم بالكامل حتى يتخلص الطفل نهائيًا من معاناته مع الورم.
العلاج الإشعاعي
يعتمد هذا النوع من العلاج على توجيه حزمة من الأشعة السينية عالية الطاقة نحو أنسجة الورم للتخلص من خلاياها وقتلها. وتتعدد أنواع العلاج الإشعاعي، فمنها:
- العلاج الإشعاعي التقليدي.
- العلاج الإشعاعي بالبروتونات.
العلاج الكيميائي (الكيماوي)
يؤخذ العلاج الكيميائي عن طريق الحقن في أوردة الطفل، ويمكن تناوله أيضًا على هيئة أقراص. ويستخدم هذا النوع لعلاج عدة أنواع من أورام الدماغ، كما يمكن أن يستخدم لعلاج المراحل المتأخرة من الورم.
العلاج بالأدوية
تعتمد فكرة العلاج الدوائي على التركيز على تشوهات بعينها تتواجد داخل الخلايا السرطانية مؤديةً إلى موت تلك الخلايا، ومن ثم التخلص منها ومن ضررها، لذلك يساعد فَهَم تكوين الورم بصورة تفصيلية في اختيار العقار الدوائي المناسب لمقاومة الورم.
مضاعفات الإصابة بـ اورام المخ عند الاطفال
تشمل المضاعفات التي قد تظهر على الطفل المصاب ما يلي:
- ما قد يطرأ على المخ أو الجهاز العصبي من تبعات عدم الاتزان وصعوبة الحركة كما وضحنا، أو مشاكل جسيمة في حاسة البصر، وقد يفقد الطفل بصره تمامًا إذا لم نتدارك المشكلة بالتدخل العلاجي السريع.
- تأخر النمو العقلي وانخفاض مستوى الذكاء مقارنةً بأقرانه في نفس السن.
- احتمالية الإصابة بالورم مرة أخرى بتقدم العمر بعد علاجه.
علاوةً على المضاعفات التي قد يتعرض لها الطفل الذي خضع للتدخل الجراحي لاستئصال الورم، ومن أبرز الاحتمالات:
- النزيف.
- الإصابة بالعدوى.
التعافي بعد استئصال أورام المخ عند الأطفال
تختلف سرعة التعافي بعد علاج ورم بالمخ من طفلٍ لآخر؛ إذ إنه يمكن للأطفال الذين تلقوا تشخيصًا وعلاجًا سريعًا أن يتحسنوا سريعًا بعد الجراحة، بينما قد يعاني بعض الأطفال من بعض الاضطرابات العصبية المؤقتة، مثل ضعف العضلات، ولكنه يختفي تدريجيًا بمرور الوقت، أيضًا يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين قوة العضلات ومن ثم سرعة الشفاء.
