الغدة النخامية أو (Pituitary gland) هي غدة صغيرة توجد في قاعدة الجمجمة، أسفل الدماغ مباشرة. حيث تقع في مساحة صغيرة من العظام تعرف بالإنجليزية باسم (sella turcica) وتتصل بالمخ عن طريق جزء يُعرف باسم “تحت المهاد”، وتمر أعصاب العين فوقها مباشرةً. تُفرز الغدة النخامية عددًا من الهرمونات المسؤولة عن توجيه بقية الغدد الصماء للقيام بمهامها؛ لذلك تشتهر الغدة النخامية باسم (المايسترو). فكيف الحال إذا أُصيب المايسترو بورم، يدعو ذلك بالتأكيد للتساؤل؛ هل ورم الغدة النخامية خطير؟
ما هو ورم الغدة النخامية؟
حتى نُجيب عن سؤال “هل ورم الغدة النخامية خطير؟” يجب أن نعرف أولًا أهمية الغدة النخامية وما تفرزه من هرمونات تؤثر على عدد من العمليات الحيوية، ومن أهم ما تُفرزه الغدة النخامية ما يلي:
هرمون النمو (Growth hormone).
الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
الهرمون الموجه للغدة الكظرية (ACTH).
هرمونات المبيض (FSH – LH).
هرمون الحليب (Prolactin).
وتفرز غيرها من الهرمونات الضرورية أيضًا، لذلك هي غدة هامة جدًا، إذ أنها تتحكم في عدد كبير من مهام أجهزة الجسم المختلفة.
هل ورم الغدة النخامية خطير؟
يعرف الورم بأنه نمو غير طبيعي للخلايا، ويعد ورم الغدة النخامية واحدًا من أكثر أورام الدماغ شيوعًا، وفي الغالب يكون الورم حميدًا، ويصعب التمييز بين النوعين الحميد والخبيث تحت الميكروسكوب؛ لكن يميز الأطباء بينهما عن طريق انتشار الورم؛ فإذا كان الورم خبيثًا فإنه ينتشر لأجزاء أخرى في الدماغ مثل المخ أو الحبل الشوكي.
الآن بوسعنا أن نقول هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا، إذ تكمن خطورة ورم الغدة النخامية في كونه قريب من المخ، لأنه بزيادة حجم الغدة سنتيمترات قليلة فإن ذلك قد يتسبب في الضغط على الأعصاب المحيطة، مما قد يسبب تلفها أو التأثير على وظيفتها، ومعروفٌ أنه من الصعب تعويض تلف الأعصاب.
أنواع ورم الغدة النخامية
حسب شكل الورم:
ورم الغدة النخامية الصغير أو الدقيق (Microadenomas):
لا يتجاوز قُطر هذا النوع واحد سنتيميترًا؛ ونظرا لصِغَر هذه الأورام فإنها نادرًا ما تُلحِق الضرر بالغدة النخامية أو الأنسجة المحيطة بها؛ لكن يمكن الاستدلال عليها بفرط نشاط الغدة الدرقية وزيادة إنتاج الهرمونات، لكن ذلك نادرًا ما يحدث، إذ لا ينمو الورم في الغالب أكثر من سنتيميترًا واحدًا.
ورم الغدة النخامية الصغير أو الدقيق (Microadenomas):
يفوق قُطر الورم في هذا النواع واحد سنتيميترًا، ويمكنه أن يسبب أعراضًا واضحة إذا ضغط على الأنسجة الطبيعية للغدة أو ضغط على الأعصاب المحيطة، مثل العصب البصري، أو خلل الهرمونات نتيجة لزيادة إفراز هرمون معين.
حسب الخلل الهرموني:
ورم الغدة النخامية الوظيفي (Functional adenoma):
إذا تسبب الورم الحميد بالغدة النخامية في إفراز أحد الهرمونات بكمية كبيرة، فإن هذا النوع يعرف باسم الورم الوظيفي، وتختلف الأعراض وكذلك التشخيص وطريقة العلاج تبعًا لنوع الهرمون المُفرز منها، مثل:
ورم الغدة النخامية المُفرِز لهرمون اللبن، وهو الأكثر شيوعًا.
ورم الغدة النخامية المُفرز لهرمون النمو.
الورم المفرز للهرمونات الموجهة للغدد التناسلية، مثل تلك الموجهة للمبيضين (FSH-LH).
ورم الغدة النخامية غير الوظيفي (Non functional adenoma):
هذه الأورام الغدية لا تنتج ما يكفي من الهرمونات لإحداث الأعراض، فهي عكس النوع السابق، وتمثل الأورام الغدّيّة غير الوظيفية نحو 3 من كل 10 حالات مصابة بأورام الغدة النخامية.
هل يمكن علاج ورم الغدة النخامية؟
يحتاج علاج ورم الغدة النخامية إلى البحث بتأنٍ عن طبيب ماهر ومخضرم نظرًا لحساسية المشكلة، إذ تتنوع طرق علاج ورم الغدة النخامية، منها ما زال قيد التجربة والبحث، ومنها ما أصبح معتَرفًا به، ومن هذه الطرق:
التدخل الجراحي: يلجأ المتخصصون لهذا الحل في حال كان الورم كبيرًا ويضغط على العصب البصري وأجزاء من المخ.
العلاج الدوائي: تستخدم هذه الطريقة في الورم الغدي الوظيفي للسيطرة على الخلل الهرموني الحادث.
الكيماوي (Chemotherapy): هو الوسيلة المشهورة والمعروفة باستخدامها لقتل الخلايا السرطانية أو الحد من نموها وتحجيم الورم.
العلاج الإشعاعي (Radiotherapy): يُمكن أن يستخدم بعد التدخل الجراحي لمنع تكرار الإصابة بالورم عن طريق تسليط الأشعة السينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية ومن ثم تقليل خطر عودة الإصابة.
لذلك مثلما ذكرنا فإن تنوع طرق العلاج يتطلب التأني والبحث عن اشطر دكتور مخ وأعصاب مثل دكتور/ محمد سمير الملا -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- وذلك لخبرته ومهارته المعهودة. وبالسؤال عن تكلفة عملية إزالة ورم الغدة النخامية فإنها تعتمد على نوع الورم وما سببه من تلفٍ في الأنسجة المحيطة به، لذلك من المهم مراعاة اختيار الطبيب المعالج بعناية فائقة.