يعني ورم الغدة النخامية ذلك النمو الشاذ لخلايا الغدة، وقد يسبب ذلك الورم زيادة إفراز الهرمونات التي تنتجها الغدة، ومن ثم تؤثر على عدد من وظائف الجسم الهامة والحيوية، وقد يحدث العكس، فقد يقل مستوى الهرمونات عن المعدل الطبيعي، فكيف يكون علاج ورم الغدة النخامية؟
أعراض ورم الغدة النخامية
يكون ورم الغدة النخامية في الغالب من النوع الحميد، لذلك قد تظهر الأعراض على المصاب بورم الغدة النخامية وقد لا تظهر. وتختلف الأعراض حسب نوع الورم من ناحية كونه ورمًا وظيفيًا أم لا، مثلما يؤثر حجم الورم أيضًا في ظهور الأعراض، وفيما يلي تفصيل عن الأعراض حسب كل نوع:
ورم الغدة النخامية الكبير:
يصل قطر هذا الورم إلى نحو واحد سنتيميترًا أو أكثر، وتسبب هذه الزيادة في الحجم ضغطًا على الأجزاء الطبيعية من الغدة، وقد يصل الضغط إلى العصب البصري مسببًا ظهور بعض الأعراض، مثل:
- الصداع الشديد والدوخة.
- تشوش الرؤية.
- ضعف في عضلات العين.
- فقدان البصر المفاجئ.
- الشعور بالخدر في الوجه.
ورم الغدة النخامية صغير الحجم:
لا يتجاوز قطره السنتيمتر، وقد لا يشعر المريض بأي أعراض، وقد يدفعه ذلك للتساؤل هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا؛ إذ يمكن أن يُكتشف الورم صدفةً عند عمل بعض الأشعة، مثل الرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية عند إجرائها لأي سبب آخر غير الشك في الإصابة بورم الغدة النخامية.
أورام الغدة النخامية الوظيفية:
نعني بذلك نوع الورم الذي يسبب زيادة كميات الهرمونات التي تفرزها الغدة، فمثلًا:
- زيادة هرمون النمو (Growth hormone) تسبب ما يُعرف بالعملقة في الأطفال، أو فرط نمو عظام الوجه والكفين والقدمين في البالغين، علاوةً على اضطرابات القلب وآلام المفاصل.
- زيادة نسبة الهرمون الموجه للغدة الكظرية (ACTH) يسبب الإصابة بمتلازمة تسمى “متلازمة كوشينج”، ومن أبرز أعراض تلك المتلازمة:
- زيادة نمو شعر الجسم في أماكن غير مرغوبة.
- حب الشباب.
- الصداع.
- ارتفاع في مستويات السكر والضغط.
- زيادة مفاجئة في الوزن.
- زيادة الهرمون المحفز للغدة النخامية (TSH)، ومن ثم زيادة معدل الحرق، وبالتالي فقدان الوزن الذي قد يصل إلى النحافة، بالإضافة إلى زيادة سرعة نبضات القلب.
- زيادة إفراز هرمون الحليب (البرولاكتين):
- يسبب ذلك تقليل فترات الحيض لدى السيدات، كما يمكن أن يسبب إنتاج حليب الثدي دون أن تكون السيدة في فترة رضاعة.
- في الرجال: يمكن أن يسبب مشكلتي التثدي وضعف الانتصاب.
لا تقتصر الأعراض على ما سبق ذكره فقط؛ لذلك ينبغي للمريض التوجه إلى أحسن دكتور مخ وأعصاب الدكتور محمد سمير الملا الذي سيهتم لتفاصيل الحالة ويحرص على تشخيص المشكلة بدقة، لأن ذلك لا شك سيؤثر في تحديد طريقة علاج ورم الغدة النخامية التي تختلف باختلاف نوعه وأعراضه مثلما وضّحنا.
تشخيص ورم الغدة النخامية
يساعد التوجه إلى طبيب متخصص مثل دكتور محمد سمير الملا المعروف بمهارته وخبرته في الوصول إلى التشخيص الدقيق في وقت قصير، مما يوفر على المريض وقتًا كثيرًا حتى يعرف هل سيحتاج لـ إزالة ورم الغدة النخامية أم لا، ويمكن تشخيص ورم الغدة النخامية عن طريق:
- إجراء فحوصات الدم والبول لتحديد الزيادة أو النقص في مستوى الهرمونات.
- الرنين المغناطيسي على الدماغ (MRI).
- الأشعة المقطعية (CT).
- فحص العين لمعرفة هل سبّب الورم ضعفًا في حاسة البصر أم لا.
علاج ورم الغدة النخامية
يعتمد علاج ورم الغدة النخامية على نوع الورم وحجمه وإلى أين وصل في الدماغ، ويتأثر تحديد طريقة العلاج بعدة عوامل أخرى منها:
- عمر المريض.
- الحالة الصحية العامة للمريض، وهل يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
تتعدد طرق العلاج، فمنها التدخل الجراحي لإجراء عملية إزالة ورم الغدة النخامية، أو الإشعاعي أو الكيماوي أو الاكتفاء بالأدوية فقط.
ويقرر الطبيب طريقة العلاج برفقة مجموعة من الأطباء من التخصصات الأخرى، مثل متخصصي الغدد الصماء والعلاج الإشعاعي، وذلك حرصًا على سلامة المريض ورغبةً في الوصول لبر الأمان بأقل قدر من المضاعفات.
عملية إزالة ورم الغدة النخامية
يُقصد بذلك إزالة الورم جراحيًا، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى الحل الجراحي في حال كان ورم الغدة كبيرًا ويضغط على ما حوله من أنسجة، ومنها الأعصاب البصرية، أو إذا سبب الورم الإفراط في إنتاج الهرمونات، مما أثر سلبًا على حياة المريض.
وهناك تقنيتان للتدخل الجراحي هما:
- إزالة ورم الغدة النخامية عن طريق الأنف والجيوب الأنفية بالمنظار دون إجراء أي شق جراحي؛ لكن لا تكون هذه الطريقة مناسبة مع أورام الغدة النخامية كبيرة الحجم.
- إزالة الورم عن طريق الفتح الجراحي في عظام الجمجمة، وهي الطريقة السائدة في إزالة الأورام كبيرة الحجم.
وتختلف تكلفة عملية ازالة ورم الغدة النخامية تبعًا لاختلاف طريقة الإزالة، فضلًا عن العوامل الأخرى، مثل فحوصات ما قبل العملية ومكان إجرائها وأجر الطبيب، وغيرها من الإجراءات اللازمة لإتمام العملية.
إزالة ورم الغدة النخامية بالعلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي منفردًا أو بعد الاستئصال الجراحي للورم، ويعتمد هذا النوع من العلاج على توجيه الأشعة السينية عالية الطاقة نحو الورم لتدمير خلاياه والحد من نموها مرة أخرى، لذلك فالعلاج بالإشعاع يعد حلًا طبيًا للحالات التي لا يتناسب معها التدخل الجراحي بسبب السن أو الحالة الصحية.
العلاج الدوائي:
قد يكون التدخل الدوائي بمفرده هو الحل المناسب تحديدًا في حالات الأورام الغدية الوظيفية للحد من الزيادة المبالغ فيها للهرمونات التي تُفرزها الغدة، ومن ثم تحجيم تأثيرها على الأجزاء المختلفة من الجسم، كما يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من حجم الورم نفسه.
في النهاية ينبغي أن يكون القارئ على علم بأنه للأسف لا توجد طريقة للوقاية ضد أورام الغدة النخامية أو تفادي الإصابة بها؛ لذلك من المهم التوجه للطبيب المختص في حال ملاحظة أيٍ من الأعراض السابق ذكرها وعمل كافة الفحوصات اللازمة دوريًا للاطمئنان.
