يحتاج المريض الخاضع لإحدى عمليات استئصال أورام المخ إلى معرفة ماذا بعد استئصال ورم في المخ؟ بعد أن قضى رحلة مرهِقة وشاقة نفسيًا وبدنيًا وماديًا للتخلص من الورم.. رحلةً رفيقها الأول هو القلق والخوف بشأن كل تفاصيل العلاج، ليس لدى المريض وحده، بل يكاد القلق يفتك بذويه وأحبائه حتى يطمئنوا عليه.
مراحل علاج ورم الدماغ
يمر مريض ورم الدماغ بعدة مراحل علاجية حتى يتخلص مما أصابه من ورم في المخ، تشمل هذه المراحل التدخل الجراحي كحل أساسي يبدأ به الطبيب لاستئصال أورام الدماغ، ثم يتبعه بعض التدخلات الطبية الأخرى، مثل:
- العلاج بالتدخل الإشعاعي.
- العلاج الكيماوي.
- التدخل الدوائي.
لكل مرحلة من المراحل المذكورة هدف وراء تطبيقها؛ إذ يستهدف التدخل الجراحي إزالة أكبر قدر ممكن من الورم -حسب نوع الورم وحجمه وموقعه من المخ- ثُم يستكمل العلاج للتخلص من الخلايا والأنسجة السرطانية المتبقية دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية السليمة من خلال الحلول الأخرى، سواء كان العلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الأدوية مثلما وضحنا سلفًا، ويفصل في اختيار الطريقة المناسبة عاملان، هما:
- قرار اشطر دكتور مخ واعصاب (مثل الدكتور محمد سمير الملا).
- الحالة الصحية العامة للمريض، التي تدلي بدلوها في تحديد نسبة الشفاء من ورم الدماغ المتوقعة لهذا المريض، علاوةً على أنها تلعب دورًا هامًا في تحديد تكلفة عملية استئصال ورم بالمخ التي تشمل فحوصات ما قبل الجراحة، وتكلفة كل مرحلة علاجية على حدة.
اعراض ما بعد عملية استئصال ورم في المخ
ويمر المريض في أثناء هذه المدة ببعض اعراض ما بعد عملية استئصال ورم في المخ، وعلى رأسها:
- الشعور بالإجهاد والإرهاق لعدة أسابيع بعد العملية.
- الصداع، وقد يصف الطبيب ما يناسب حالة المريض من مسكنات للحد من هذا العَرَض.
- التشتت وضعف التركيز.
وكلها أعراض جانبية غير مقلقة تحدث جراء العلاج، ويقدم الطبيب المعالج بعض النصائح والتوجيهات للتعامل معها واجتيازها.
قد يصف الطبيب المعالج أيضًا بعض الأدوية الأخرى غير المسكنات في حال ظهور بعض الأعراض بعد استئصال ورم في المخ، مثل:
- الأدوية المضادة للتشنجات.
- أدوية مضادة للقيء والغثيان.
- الستيرويدات؛ للحد من التورم المحتمل في الدماغ إثر العملية وخياطة الجرح.
التعافي بعد استئصال ورم في المخ
يعلم مريض ورم المخ جيدًا أن رحلة التعافي لا تقل أهمية عن رحلة العلاج، بل قد تفوقها في الأهمية حتى يتجنب أكبر قدر ممكن من مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ، وألّا يعاوده الورم مرة أخرى بعد العلاج.
جدير بالذكر أن نقول إن التعافي بعد استئصال ورم في المخ يحدث تدريجيًا، فقد يستغرق التعافي بعد عملية استئصال ورم الدماغ الحميد نحو شهرٍ إلى شهرين.
وقد تشمل رحلة التعافي بعد استئصال ورم في المخ إجراء عدة مقابلات مع الطبيب المعالج من حينٍ لآخر، يطمئن فيها الطبيب على الحالة الصحية للمريض بصورة عامة بعد رحلة العلاج، ويسأله عما إذا كان يشعر بأي أعراض جديدة، ولا تخلو تلك الزيارات من عمل بعض الفحوصات حرصًا على صحة المريض، مثل:
- الفحص البدني في العيادة للاطمئنان على قوة الذراعين والساقين واستبعاد وجود خدر أو تنميل بهم.
- فحص درجة توازن المريض في أثناء المشي والحركة.
- الاطمئنان على حساسية الجلد وسلامة حاستي السمع والبصر.
- عمل تصوير بالرنين المغناطيسي على المخ (MRI).
- عمل أشعة مقطعية على المخ من حين لآخر (CT).
- التخطيط الكهربائي للدماغ؛ يساعد ذلك الفحص في معرفة درجة نشاط الدماغ.
نصائح بعد استئصال ورم في المخ
يعد الالتزام بكافة النصائح والتوجيهات التي يطرحها الطبيب بعد استئصال ورم في المخ أمرًا شديد الأهمية حتى يتحسن المريض في فترة زمنية قصيرة، ومن أبرز تلك النصائح:
- التوجه لمتخصص العلاج الطبيعي؛ إذ يساعد ذلك في حل اضطرابات الحركة والتوازن التي سببها الورم.
- لا مانع من المتابعة مع أخصائي التخاطب ليساعد المريض في عبور أزمة التلعثم في الكلام أو صعوبة البلع الناجم عن ورم المخ.
- الالتزام بتناول الأدوية المضادة للتشنجات لعدة أشهر بعد العملية إذا نصح الطبيب بذلك.
- الابتعاد عن قيادة السيارة إلا إذا سمح الطبيب بذلك.
- إذا خضعت للتدخل الإشعاعي فقد ينصح الطبيب بالإقلاع تمامًا ونهائيًا عن العادات اليومية السيئة وعلى رأسها التدخين وشرب الكحوليات.
- الالتزام بتناول الأدوية الخاصة بالآثار الجانبية التي حدثت للجلد مثل الجفاف والتصبغ والحساسية تجاه أشعة الشمس.
- تجنب ممارسة الرياضات الشاقة أو العنيفة دون تصريح الطبيب، والاكتفاء بالمشي يوميًا لفترات زمنية قصيرة أقلها 15 دقيقة.
- لا ينصح بالتخطيط للحمل قبل مرور ستة أشهر على الأقل بعد إتمام العلاج.
- يمكن للمريض أن يتوجه إلى أخصائي نفسي لتدارك التبعات النفسية للإصابة بورم في المخ، مثل القلق المستمر والخوف والاكتئاب، بالإضافة إلى الحرص على التواجد بين الأهل والمحبين لتخطي أي مشاعر سلبية يمر بها المريض
في النهاية، لا ينكر أحدنا أن رحلتي العلاج والتعافي من نوع حساس وخطير من الأورام -مثل ورم الدماغ- من أشق الرحلات التي قد يمر بها الإنسان في حياته؛ لذلك لا يألوا الدكتور محمد سمير الملا جهدًا أبدًا حتى يخفف عن مريض ورم المخ ومشقة هذه الرحلة ويساهم في مرورها بسلام حتى يعود المريض لحياته الطبيعية.
